أخلاق المسلمين وحاجة العالم إليها (الحلقة الأولى)
بيانات المقال |
|
الكاتب |
أ.د. / مرزوق محمد مرزوق |
السنة |
50 (1442هـ) |
العدد |
8 (شعبان) |
الصفحات |
17: 20 |
التاريخ الميلادي |
2021م |
الحمد لله الواحد الأحد الفرد الصمد خلق الخلق لتوحيد رب البرايا ثم رتب عليه ما يكون من شرائع وشعائر وكريم السجايا ثم الصلاة والسلام على المبعوث للخلق قدوة وهداية وبعد:
أولا: الحديث:
عن أبي هريرة رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" إنما بعثت لأتمم مكارم (وفي رواية صالح) الأخلاق ".
ثانيا: تخريج الحديث والحكم عليه:
(صحيح) صححه الألباني في "السلسلة الصحيحة" 1/ 75: قال:
( رواه البخاري في " الأدب المفرد " رقم (273)، وابن سعد في " الطبقات "
(1/ 192)، والحاكم (2/ 613)، وأحمد (2/ 318)، وابن عساكر في
" تاريخ دمشق " (6/ 267 / 1) من طريق ابن عجلان عن القعقاع بن حكيم عن أبي صالح عن أبي هريرة مرفوعا.
وهذا إسناد حسن، وقال الحاكم: " صحيح على شرط مسلم "، ووافقه الذهبي!
وابن عجلان، إنما أخرج له مسلم مقرونا بغيره.
وله شاهد، أخرجه ابن وهب في " الجامع " (ص 75):
أخبرني هشام بن سعد عن زيد بن أسلم مرفوعا به.
وهذا مرسل حسن الإسناد، فالحديث صحيح. وقد رواه مالك في " الموطأ "
(2/ 904 / 8) بلاغا.
وقال ابن عبد البر:
" هوحديث صحيح متصل من وجوه صحاح عن أبي هريرة وغيره ".)) انتهى من الصحيحة (وينظر: التحقيقات الحديثية بالموسوعة الشاملة 1/44)
هذا وقد توسعت في نقل دراسة الألباني لإسناده معتمدا عليها لأنه ليس في الصحيحين ولأهميته إذ هوأصل في بابه .
ثانيا: شرح الحديث:
كانتِ العربُ تَتخلَّقُ ببعضٍ مِن محاسنِ الأخلاقِ بما بقِيَ عندهم مِن شريعةِ إبراهيمَ عليه السَّلامُ وظلوا على بعضها، غير أنهم قد ضلُّوا بالكُفرِ عن كثيرٍ منها؛ فبُعِثَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ليعيد الناس لأصل خلقتهم فطرة ثم يتمم مكارمها صلاحا، وهذا بنص حديثنا الشريف:
يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "إنَّما بُعِثْتُ"، أي: أُرْسِلْتُ للخلْقِ، "لأُتَمِّمَ"، أي: أُكمِّلَ ما انتقَصَ، "مكارمَ الأخلاقِ"، أي: الأخلاقَ الحَسنةَ والأفعالَ المُستحسَنةَ الَّتي جبَلَ اللهُ عليها عِبادَه؛ مِن توجيه العبودية لله وما يترتب عليها من العلم اعتقادا وعملا شرائع وشعائر، فينمى حَسَنَها نماء يأمربه، ويمنع سيِّئِها منعا ينهى عنه .(وينظر: الموسوعة الحديثية بالدرر السنية)
ثالثا: مما يستفاد من الحديث:
أولا : الدِّينُ كُلُّهُ خُلُقٌ. فَمَنْ زَادَ عَلَيْكَ فِي الْخُلُقِ زَادَ عَلَيْكَ فِي الدِّينِ
(قاله ابن القيم في مدارج السالكين في ماهية الأخلاق 2/294)
فقد اتفق الجميع القاصي والداني على دور الأخلاق وفضلها وجميل السجايا ومدحها فكما يقال لايختلف عليه اثنان ولا ينتطح فيه عنزان اتفقوا جميعا على ذلك لكنهم على اختلاف قلوبهم وما آمنت وعقولهم وما سلمت إختلفوا في ماهية الأخلاق وتعريفها
فماهى الأخلاق ؟ وللجواب:
تلخيصا لمسالك السلف ومباحث ثم تقارير الخلف نقول: لايمكن أن تكون الأخلاق ما تعارف عليه القوم من إعطاء الدنية في الدين أوالمعاداة لرب العالمين أوالموالاة لغير المسلمين حتى إذا دخلوا جحر ضب دخل مدعي التخلق وراءهم فأعلن الكثير منهم عن كون التفريط في اتباع الحق - مهما كانت ضوابطه حكيمة ومواعظه حسنة، حتى ولوكان الحق عقيدة احتيج إلى بيانها حين وقتها - أعلنوا أن هذا التفريط إن كان للتقارب مع المخالفين فهولحسن معاملتهم وجوارهم أولعدم إحراجهم أولأي مقصد يحتاج إلى ملاطفتهم أعلنوا أن هذا التفريط هوالأخلاق بزعمهم وليس أدل على ما قلناه من واقع الناس في هذه الأزمنة الغابرة المتأخرة التي يحياها العالم هذه الأيام وترفعا عن ضرب الأمثلة الملوثة للأسماع والآذان نقول إجمالا خون الأمين وأؤتمن الخائن فتبدلت المبادئ والعقائد وطمست الأدلة والشواهد وصار الرويبضة خطيبا وأمسى الواعظ غريبا ولاغرابة فقد صدق الوعد الحق إذ أخبر الصادق صلى الله عليه وسلم كما في سنن ابن ماجة من حديث أبي هريرة رضى الله عنه قال: (سيَأتي علَى النَّاسِ سنواتٌ خدَّاعاتُ يصدَّقُ فيها الكاذِبُ ويُكَذَّبُ فيها الصَّادِقُ ويُؤتَمنُ فيها الخائنُ ويُخوَّنُ فيها الأمينُ وينطِقُ فيها الرُّوَيْبضةُ قيلَ وما الرُّوَيْبضةُ قالَ الرَّجلُ التَّافِهُ يتَكلَّمُ في أمرِ العامَّةِ)
القول الحق:
فالحق الذي عليه الخلق هوما قرره لهم ربهم وشرعه لهم نبيهم وبلغه عنه أصحابه ومنه رواية أمهم في وصفها لرسولنا وزوجها (كان خلقه القرآن) وأصدق الوصف وصف أقرب المعاشرين وهى زوجة النبي الأمين صلى الله وسلم وبارك عليه ورضى عنها وأصحابه ومن صح نسبه من الآل إليه .
معنى الخلق: ٍ
فإن كان الخلق في لغة العرب هوالطَّبْع والسجيَّة فهومرادف للفطرة السوية التي فطر الله الناس عليها وقد قال صلى الله عليه وسلم فيما اتفق عليه الشيخان من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما من مولود إلا يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه أوينصرانه أويمجسانه، كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء، هل تحسون فيها من جدعاء، ثم يقول أبوهريرة -رضي الله عنه- فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم.
وقال الفيروزآبادي في القاموس المحيط (ص: 793): "الخُلق: بالضمِّ، وبضمتين: السجية والطَّبع، والمروءة والدين"
وقال ابن منظور: الخُلُق: بضم اللام وسكونها، وهوالدين والطبع والسجية (لسان العرب (86/10))
وحاصل ما تقدم فالأخلاق هى الدين لغة، ثم بعد ذلك هى الدين شرعا، وبيان ذلك أنه:
عند النظر والاستقراء لنصوص الشارع نجد أن الاستخدامَ الشرعي للفظ "الخُلُق"، لم يختلف كثيرًا عن الوضع اللغوي لهذه الكلمة.
- فمن الكتاب : قوله تعالى على لسان قوم هود: ﴿ إِنْ هَذَا إِلَّا خُلُقُ الْأَوَّلِينَ ﴾ (الشعراء: 137)
"قال في كتاب ( روح المعاني): أي: ما هذا الذي نحن عليه من الدين إلا عادة الأولين الذين تقدَّمونا من الآباء وغيرهم) (11/167)
وقال القرطبى أي: دين الأولين فخُلُق الأولين هنا بمعنى دِينهم وعادتهم وأخلاقهم ومذهبهم، وهذا مرويٌّ عن ابن عباس رضي الله عنه وقتادة والفرَّاء وابن الأعرابي ومحمد بن يزيد وغيرهم (ينظر: الجامع لأحكام القرآن؛ (13: 125، 126))
وكذلك قوله تعالى ذكره مخاطبا عبده ورسوله: ﴿ وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ ﴾ [القلم: 4].
قال الطبري رحمه الله ( 24/29): "يقول - تعالى ذِكْره - لنبيِّه محمد صلى الله عليه وسلم: وإنك يا محمد، لعلى أدب عظيم، وذلك أدب القرآن الذي أدَّبه به، وهوالإسلام وشرائعه، وبنحوالذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل".
وكذا عن ابن عباس ومجاهد وابن زيد والضحاك قولهم في تفسير: ﴿ خُلُقٍ عَظِيمٍ ﴾؛ أي: دين عظيم، وهوالإسلام.
- ومن السُّنَّة المطهَّرة، فقد استخدمت لفظة الخُلُق كثيرًا: ومن ذلك قول عائشة رضي الله عنها في وصْف خُلُق الرسول صلى الله عليه وسلم: ((كان خُلُقه القرآن))[صحيح الجامع 4811)؛ أي: متمسِّكًا بالقرآن وبآدابه، وأوامره ونواهيه، وما يَشتمِل عليه من المكارم والمحاسن والألطاف . (أفاده السندي الامام محمد بن عبدالهادي في حاشيته على النسائي ج3 ص200)
- وفي رواية ذكرها الطحاوي رحمه الله في (مشكل الآثار (4431): «كان خلقه القرآن؛ يرضى لرضاه، ويسخط لسخطه يرضى برضاه ويسخط بسخطه»، قال الإمام الطحاوي:" وهذا أيضا أحسن ما يكون الناس عليه؛ لأنه لا شيء أحسن من آداب القرآن ومن ما دعا الله الناس فيه إليه، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم على ذلك غير خارج عنه إلى ما سواه".
ومن هذا فقد تآلف المعنى اللغوي مع المفهوم الشرعي حين يعبِّر حُسْن الخُلُق عن الالتزام بالآداب الشرعية الصادرة عن الأحكام القرآنية والتعاليم المنيرة النبوية، ثم ينضاف إليهما ثالث المعاني وتمام المباني وهومعنى الخلق اصطلاحا فنجده متمما لهما مفصلا لما أجمل أومبينا لما أبهم :
إذ تصطلح الأخلاق باعتبارين: عام، وخاص:
فمن العام ما ذكره الغزالي في الإحياء (47/3) حين عرَّف الخُلُقَ بقوله: "الخُلُق عبارة عن هيئة في النفس راسخة، عنها تَصدُر الأفعال بسهولة ويُسرٍ من غير حاجة إلى فِكْر ورويَّة".
ومنه فالأفعال الممدوحة من الأخلاق هى الأخلاق المشروعة والفطرة المرجوة وهى المذكورة في المعاني اللغوية .
أما الإطلاق الأخص فقد زاد الأمر بيانا وعلا بحثه برهانا إذ يطلق على التمسُّك بأحكام الشرع وآدابه فعلاً وتركًا. (وينظر: أخلاق الحروب الاسلامية في سيرة خير البرية الصادر عن دار اليسر)
- ثم من سيرة الأصحاب: نجد البيان الواضح الجلي من جعفر ابن أبي طالب رضى الله عنه ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم ومع وضوحه بيانا يلخص هدف الرسالة المحمدية إجمالا، وذلك في قصته يوم أن وقف بين يدي النجاشي مجيبا ولشبهاته التي ألقاها في ذهنه رسولا قريش وقف ندا - وقد أرسلتهم قريش في طلب المسلمين من فر بدينه إلى بلاد الحبشة مهاجرا وللنجاشي جارا - فأجاب جعفر رضى الله عنه ملخصا للدين وما يأمرهم وكيف أنه من مساوئ أخلاقهم طهرهم ونهاهم فجعل التوحيد في صدارة الأخلاق ومن أجل معانيها فالتوحيد وإن كان أول العبادات وحاكمها لكنه في النهاية سلوك يعقب اعتقاد .
روى الإمام أحمد في المسند بإسناد صحيح 301، 302 /1 من حديث أم المؤمنين أم سلمة وقد كانت من المهاجرات الأول إلى الحبشة تقول بعدما ذكرت ما كان من هجرتهم للحبشة وعندما سأل النجاشي جعفر تبين كيف رد جعفر على النجاشي ملخصا البعثة وما دعت إليه قالت: ....... سَأَلَهُمْ (أي النجاشي) فَقَالَ: مَا هَذَا الدِّينُ الَّذِي فَارَقْتُمْ فِيهِ قَوْمَكُمْ وَلَمْ تَدْخُلُوا فِي دِينِي وَلَا فِي دِينِ أَحَدٍ مِنْ هَذِهِ الأُمَمِ؟ قَالَتْ: فَكَانَ الَّذِي كَلَّمَهُ جعفر بن أبي طالب فَقَالَ لَهُ: أَيُّهَا الْمَلِكُ كُنَّا قَوْمًا أَهْلَ جَاهِلِيَّةٍ، نَعْبُدُ الأَصْنَامَ، وَنَأْكُلُ الْمَيْتَةَ، وَنَأْتِي الْفَوَاحِشَ، وَنَقْطَعُ الأَرْحَامَ، وَنُسِيءُ الْجِوَارَ، يَأْكُلُ الْقَوِيُّ مِنَّا الضَّعِيفَ، فَكُنَّا عَلَى ذَلِكَ حَتَّى بَعَثَ اللهُ إِلَيْنَا رَسُولًا مِنَّا، نَعْرِفُ نَسَبَهُ وَصِدْقَهُ وَأَمَانَتَهُ وَعَفَافَهُ، فَدَعَانَا إِلَى اللهِ لِنُوَحِّدَهُ وَنَعْبُدَهُ وَنَخْلَعَ مَا كُنَّا نَعْبُدُ نَحْنُ وَآبَاؤُنَا مِنْ دُونِهِ مِنَ الْحِجَارَةِ وَالأَوْثَانِ، وَأَمَرَنَا بِصِدْقِ الْحَدِيثِ، وَأَدَاءِ الأَمَانَةِ، وَصِلَةِ الرَّحِمِ، وَحُسْنِ الْجِوَارِ، وَالْكَفِّ عَنِ الْمَحَارِمِ وَالدِّمَاءِ، وَنَهَانَا عَنِ الْفَوَاحِشِ، وَقَوْلِ الزُّورِ، وَأَكْلِ مَالَ الْيَتِيمِ، وَقَذْفِ الْمُحْصَنَةِ، وَأَمَرَنَا أَنْ نَعْبُدَ اللهَ وَحْدَهُ لَا نُشْرِكُ بِهِ شيئًا، وَأَمَرَنَا بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَالصِّيَامِ. قَالَتْ: فَعَدَّدَ عَلَيْهِ أُمُورَ الإِسْلَامِ. فَصَدَّقْنَاهُ وَآمَنَّا بِهِ وَاتَّبَعْنَاهُ عَلَى مَا جَاءَ بِهِ، فَعَبَدْنَا اللهَ وَحْدَهُ فَلَمْ نُشْرِكْ بِهِ شيئًا، وَحرَّمنَا مَا حَرَّمَ عَلَيْنَا وَأَحْلَلْنَا مَا أَحَلَّ لَنَا، فَعَدَا عَلَيْنَا قَوْمُنَا فَعَذَّبُونَا وَفَتَنُونَا عَنْ دِينِنَا لِيَرُدُّونَا إِلَى عِبَادَةِ الأَوْثَانِ مِنْ عِبَادَةِ اللهِ، وَأَنْ نَسْتَحِلَّ مَا كُنَّا نَسْتَحِلُّ مِنَ الْخَبَائِثِ) انتهى [(المسند برقم (1740)، وقال شعيب الأرناءوط: إسناده حسن. وقال الهيثمي في المجمع: رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح غير إسحاق، وقد صرَّح بالسماع. انظر: الهيثمي: مجمع الزوائد 6/27.)
هكذا يلخص لنا جعفر الطياررضى الله عنه دعوة الاسلام التي تبدأ بالتوحيد ثم ما يترتب عليه من عبادة وسلوك وكذلك يلخص لنا ما كان عليه المشركين من الشرك وما يترتب عليه من شعائر شركية وتصرفات عدوانية
معنى ذلك أن هناك تلازماً ضرورياً وحتمياً بين التدين الصحيح والخلق القويم، فالنبي صلى الله عليه وسلم حدد الغاية الأولى من بعثته، والمنهج الأمثل لدعوته، فقال:ما سلف ذكره (إنما بعثت لأتمم مكارم الـأخلاق)
وغير هذه الأدلة كثير للمتتبع لنصوص القرآن، وصحيح السنة، يجد ذلك التلازم الضروري بين الفهم السليم والخلق القويم
من أجل هذا كان قول شيخ الاسلام ابن القيم رحمه الله يقول في مدارج السالكين: (الدِّينُ كُلُّهُ خُلُقٌ. فَمَنْ زَادَ عَلَيْكَ فِي الْخُلُقِ زَادَ عَلَيْكَ فِي الدِّينِ) (مدارج السالكين ج2ص294)
هذا وحاصل ما تقدم فإن الخلق ركن ركين من الدين، وبقدر نقص الأخلاق ينقص الدين، وقد روى الإمام أحمد في مسنده وابن حبان في صحيحه عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: ما خطبنا نبي الله صلى الله عليه وسلم إلا قال لا إيمان لمن لا أمانة له ولا دين لمن لا عهد له.
فالإيمان أساس كل فضيلة ولجام لكل رذيلة ولكل سلوك آثم وقلب مرباد غاشم فحقيقة الإيمان حين تسيطرعلى الذات، تضبط العقائد والعبادات والمناهج والشعائر والمعاملات والشهوات فالمؤمنون الصادقون المخلصون حين يتصلون بربهم يجعلونه مقصودهم وهوالإخلاص ويجعلون نبيهم قدوتهم وهوالإتباع ويجعلون الشرع كله دستورهم منهج حياة فعندئذ تكون محاسن الأخلاق .
وهوماخسره العالم بأثره يوم أن أعرض عن أخلاق المسلمين .
والحمد لله رب العالمين وللبحث صلة إن شاء الله
العناوين الجانبية:
1- كانتِ العربُ تَتخلَّقُ ببعضٍ مِن محاسنِ الأخلاقِ بما بقِيَ عندهم مِن شريعةِ إبراهيمَ عليه السَّلامُ، غير أنهم قد ضلُّوا بالكُفرِ عن كثيرٍ منها؛ فبُعِثَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ليعيد الناس لأصل فطرتهم المستقيمة
2- أكد البحث في معنى الخلق أنه قد تآلف المعنى اللغوي مع المفهوم الشرعي مع الإطلاق الاصطلاحي أن الأخلاق هى الدين فمن زاد في الخلق زاد في الدين
3- التوحيد أساس كل فضيلة ولجام لكل رذيلة ولكل سلوك آثم وقلب مرباد غاشم فحقيقة الإيمان حين تسيطرعلى الذات، تضبط العقائد والمناهج والشرائع والمعاملات والشهوات وما أحوج العالم كله إلى هذا التوحيد.
نقلا عن صفحة فضيلة الدكتور بموقع الفيس بوك