العقيدة الصحيحة وما يضادها
وهي محاضرة لفضيلة الشيخ/ عبد العزيز بن باز رئيس الجامعة الإسلامية
الذي عرفته في اللَّه وأحببته كذلك في اللَّه وطلبت إليه أن يكون لمجلة التوحيد حظ التحلي بمقال لسماحته فأذن لي في نشر هذه المحاضرة.
ووددت أن أقدمه لقراء مجلة التوحيد لما له من المنزلة في العالم الإسلامي كله ولما آتاه اللَّه من علم غزير وعمل صالح وأثر جميل وخلق حسن وروح سامية ونفس ذاكية وقلب طاهر وصدر رحب جعل جلالة الملك فيصل حفظه اللَّه يختاره نائبًا لجلالته في رئاسة الجامعة الإسلامية عند إنشائها ثم ترك له الرئاسة لما أنس فيه من حزم، وما عرف فيه من قوة إيمان، وعلم، ومعرفة تمكنه من حسن إدارتها بما يكفل لها النجاح المنشود والوصول بها إلى الغاية الكريمة من إنشائها وهي نشر الدعوة الإسلامية في ربوع العالم حتى ينتصر الحق ويسود العدل ويتحقق السلام.
وقد ولد سماحته بالرياض عاصمة المملكة العربية السعودية سنة 1330 هجرية، ونشأ في طلب العلم وفي أسرة كريمة تحب العلم وأهله وحفظ القرآن الكريم ودرس على أيدي كثيرين من المشايخ أكثرهم من آل الشيخ أحفاد الإمام الشيخ محمد بن عبد الوهاب.
وكان آخر من درس على يديه سماحة المفتي الأكبر الشيخ إبراهيم بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ لمدة عشر سنوات رشحه بعدها للقضاء وظل يتدرج حتى أصبح رئيسًا للجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة حفظه اللَّه وزادنا وإياه إيمانًا وتقوى.
رشاد الشافعي
الحمد للَّه وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وعلى آله وصحبه.
أما بعد: فلما كانت العقيدة الصحيحة هي أصل دين الإسلام وأساس الملة رأيت أن تكون هي موضوع المحاضرة، ومعلوم بالأدلة الشرعية من الكتاب والسنة أن الأعمال والأقوال إنما تصح وتقبل إذا صدرت عن عقيدة صحيحة، فإذا كانت العقيدة غير صحيحة بطل ما يتفرع عنها من أعمال وأقوال كما قال تعالى: {وَمَن يَكْفُرْ بِالإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ}، وقال تعالى: {ولقد أوحى إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن علمك ولتكونن من الخاسرين} والآيات في هذا المعنى كثيرة، وقد دل كتاب اللَّه المبين وسنة رسوله الأمين عليه من ربه أفضل الصلاة والتسليم على أن العقيدة الصحيحة تتلخص في الإيمان باللَّه وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وبالقدر خيره وشره، فهذه الأمور الستة هي أصول العقيدة الصحيحة التي نزل بها كتاب اللَّه العزيز، وبعث اللَّه بها رسوله محمدًا عليه الصلاة والسلام، ويتفرع عن هذه الأصول كل ما يجب الإيمان به من أمور الغيب، وجميع ما أخبر اللَّه به ورسوله صلى الله عليه وسلم وأدلة هذه الأصول الستة في الكتاب والسنة كثيرة جدًّا، فمن ذلك قول اللَّه سبحانه: {لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ} الآية، وقوله سبحانه: {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ} الآية، وقوله سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ آمِنُواْ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِيَ أَنزَلَ مِن قَبْلُ وَمَن يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيدًا}، وقوله سبحانه: {أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاء وَالأَرْضِ إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ}. أما الأحاديث الصحيحة الدالة على هذه الأصول فكثيرة جدًّا، منها الحديث الصحيح المشهور الذي رواه مسلم في صحيحه من حديث أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي اللَّه عنه أن جبريل عليه السلام سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الإيمان، فقال له: ((الإيمان أن تؤمن باللَّه وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره)). الحديث. وأخرجه الشيخان من حديث أبي هريرة، وهذه الأصول الستة يتفرع عنها جميع ما يجب على المسلم اعتقاده في حق اللَّه سبحانه، وفي أمر المعاد وغير ذلك من أمور الغيب.
فمن الإيمان باللَّه سبحانه الإيمان بأنه الإله الحق المستحق للعبادة دون كل ما سواه لكونه خالق العباد والمحسن إليهم والقائم بأرزاقهم والعالم بسرهم وعلانيتهم، والقادر على إثابة مطيعهم وعقاب عاصيهم، ولهذه العبادة خلق اللَّه الثقلين وأمرهم بها كما قال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإنسَ إِلاَ لِيَعْبُدُونِ. مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ. إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ}، وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ. الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاء بِنَاء وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَّكُمْ فَلاَ تَجْعَلُواْ لِلّهِ أَندَادًا وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ}، وقد أرسل اللَّه الرسل وأنزل الكتب لبيان هذا الحق والدعوة إليه، والتحذير مما يضاده، كما قال سبحانه: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللَّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ}، وقال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلاَ نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدُونِ}، وقال عز وجل: {كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ. أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ اللَّهَ إِنَّنِي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ}، وحقيقة هذه العبادة هي إفراد اللَّه سبحانه بجميع ما تعبد العباد به من دعاء وخوف ورجاء وصلاة وصوم وذبح ونذر وغير ذلك من أنواع العبادة على وجه الخضوع له والرغبة والرهبة مع كمال الحب له سبحانه والذل لعظمته. وغالب القرآن الكريم نزل في هذا الأصل العظيم، كقوله سبحانه: {فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَّهُ الدِّينَ.أَلاَ لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ}، وقوله سبحانه: {وقضى ربك أن لا تعبدوا إلا إياه}، وقوله عز وجل: {فادعوا اللَّه مخلصين له الدين ولو كره الكافرون}، وفي الصحيحين عن معاذ رضي اللَّه عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((حق اللَّه على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئًا))، ومن الإيمان باللَّه أيضًا الإيمان بجميع ما أوجبه على عباده وفرضه عليهم من أركان الإسلام الخمسة الظاهرة وهي: شهادة أن لا إله إلا اللَّه وأن محمدًا رسول اللَّه وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة وصوم رمضان، وحج بيت اللَّه الحرام لمن استطاع إليه سبيلاً، وغير ذلك من الفرائض التي جاء بها الشرع المطهر، وأهم هذه الأركان وأعظمها شهادة أن لا إله إلا اللَّه وأن محمدًا رسول اللَّه، فشهادة أن لا إله إلا اللَّه تقتضي إخلاص العبادة للَّه وحده، ونفيها عما سواه، وهذا هو معنى لا إله إلا اللَّه، فإن معناها لا معبود حق إلا اللَّه، فكل ما عبد من دون اللَّه من بشر أو ملك أو جني أو غير ذلك فكله معبود بالباطل، والمعبود بالحق هو اللَّه وحده كما قال سبحانه: {ذلك بأن اللَّه هو الحق وأن ما يدعون من دونه هو الباطل}، وقد سبق بيان أن اللَّه سبحانه خلق الثقلين لهذا الأصل الأصيل وأمرهم به، وأرسل به رسله وأنزل به كتبه، فتأمل ذلك جيدًا، وتدبره كثيرًا ليتضح لك ما وقع فيه أكثر المسلمين من الجهل العظيم بهذا الأصل الأصيل حتى عبدوا مع اللَّه غيره، وصرفوا خالص حقه لسواه، فاللَّه المستعان.
ومن الإيمان باللَّه سبحانه الإيمان بأنه خالق العالم ومدبر شئونهم، والمتصرف فيهم بعلمه وقدرته كما يشاء سبحانه وأنه مالك الدنيا والآخرة ورب العالمين جميعًا لا خالق غيره، ولا رب سواه، وأنه أرسل الرسل وأنزل الكتب لإصلاح العباد ودعوتهم إلا ما فيه نجاتهم وصلاحهم في العاجل والآجل، وأنه سبحانه لا شريك له في جميع ذلك، كما قال تعالى: {اللَّه خالق كل شيء وهو على كل شيء وكيل}، وقال تعالى: {إن ربكم الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يغشى الليل النهار يطلبه حثيثًا والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره ألا له الخلق والأمر تبارك اللَّه رب العالمين}.
ومن الإيمان باللَّه أيضًا الإيمان بأسمائه الحسنى وصفاته العلا الواردة في كتابه العزيز، والثابتة عن رسوله الأمين من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل، بل يجب أن تمر كما جاءت بلا كيف مع الإيمان بما دلت عليه من المعاني العظيمة التي هي أوصاف للَّه عز وجل يجب وصفه بها على الوجه اللائق به من غير أن يشابه خلقه في شيء من صفاته كما قال تعالى: {ليس كمثله شيء وهو السميع البصير}، وقال عز وجل: {فلا تضربوا للَّه الأمثال إن اللَّه يعلم وأنتم لا تعلمون}، وهذه هي عقيدة أهل السنة والجماعة من أصحاب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وأتباعهم بإحسان، وهي التي نقلها الإمام أبو الحسن الأشعري رحمه اللَّه في كتابه ((المقالات عن أصحاب الحديث وأهل السنة))، ونقلها غيره من أهل العلم والإيمان.
قال الأوزاعي رحمه اللَّه: سئل الزهري ومكحول عن آيات الصفات فقالا: أمروها كما جاءت، وقال الوليد بن مسلم رحمه اللَّه: سئل مالك والأوزاعي والليث بن سعد وسفيان الثوري رحمهم اللَّه عن الأخبار الواردة في الصفات، فقالوا جميعًا: أمروها كما جاءت بلا كيف، وقال الأوزاعي رحمه اللَّه: كنا والتابعون متوافرون نقول: إن اللَّه سبحانه على عرشه ونؤمن بما ورد في السنة من الصفات، ولما سئل ربيعة بن أبي عبد الرحمن شيخ مالك رحمه اللَّه عليهما عن الاستواء قال: ((الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول ومن اللَّه الرسالة على الرسول البلاغ المبين وعلينا التصديق))، ولما سئل الإمام مالك رحمه اللَّه عن ذلك قال: ((الاستواء معلوم والكيف مجهول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة))، ثم قال للسائل: ما أراك إلا رجل سوء، وأمر به فأخرج، وروى هذا المعنى عن أم المؤمنين أم سلمة رضي اللَّه عنها، وقال الإمام أبو عبد الرحمن عبد اللَّه بن المبارك رحمة اللَّه عليه: ((نعرف اللَّه سبحانه بأنه فوق سمواته على عرشه بائن من خلقه))، وكلام الأئمة في هذا الباب كثير جدًّا، ومن أراد الوقوف على كثير من ذلك فليراجع ما كتبه علماء السنة في هذا الباب مثل كتاب ((السنة)) لعبد اللَّه بن الإمام أحمد، وكتاب ((التوحيد)) للإمام الجليل محمد بن خزيمة، وكتاب ((السنة)) لأبي القاسم اللألكائي الطبري، وكتاب ((السنة)) لأبي بكر بن أبي عاصم، وجواب شيخ الإسلام ابن تيمية لأهل حماه، وهو جواب عظيم كثير الفائدة قد أوضح فيه رحمه اللَّه عقيدة أهل السنة ونقل فيه الكثير من كلامهم والأدلة الشرعية والعقلية على صحة ما قاله أهل السنة، وبطلان ما قاله خصومهم وهكذا رسالته الموسومة بالتدمرية قد بسط فيها المقام وبين فيها عقيدة أهل السنة بأدلتها النقلية والعقلية والرد على المخالفين بما يظهر الحق ويدفع الباطل لكل من نظر في ذلك من أهل العلم بقصد صالح ورغبة في معرفة الحق، وكل من خالف أهل السنة فيما اعتقدوا في باب الأسماء والصفات فإنه يقع ولا بد في مخالفة الأدلة النقلية، والعقلية مع التناقض الواضح في كل ما يثبته وينفيه.
أما أهل السنة والجماعة فأثبتوا للَّه سبحانه ما أثبته لنفسه في كتابه الكريم أو أثبته له رسوله محمد صلى الله عليه وسلم في سنته الصحيحة إثباتًا بلا تمثيل ونزهوه سبحانه عن مشابهة خلقه تنزيهًا بريئًا من التعطيل ففازوا بالسلام من التناقض وعملوا بالأدلة كلها، وهذه سنة اللَّه سبحانه فيمن تمسك بالحق الذي بعث به رسله وبذل وسعه في ذلك وأخلص للَّه في طلب أن يوفقه للحق ويظهر حجته كما قال تعالى: {بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ}، وقال تعالى: {ولا يأتونك بمثل إلا جئناك بالحق وأحسن تفسير}، وقد ذكر الحافظ ابن كثير رحمه اللَّه في تفسيره المشهور عند كلامه على قول اللَّه عز وجل: {إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} الآية كلامًا حسنًا في هذا الباب يحسن نقله هاهنا لعظم فائدته، قال رحمه اللَّه ما نصه: للناس في المقام مقالات كثيرة جدًّا ليس هذا موضع بسطها، وإنما ينسلك في هذا المقام مذهب السلف الصالح مالك والأوزاعي والثوري والليث بن سعد والشافعي وأحمد وإسحاق بن راهويه وغيرهم من أئمة المسلمين قديمًا وحديثًا وهو إمرارها كما جاءت من غير تكييف ولا تشبيه ولا تعطيل، والظاهر المتبادر إلى أذهان المشبهين منفي عن اللَّه فإن اللَّه لا يشبهه شيء من خلقه وليس كمثله شيء وهو السميع البصير، بل الأمر كما قال القائمة منهم نعيم بن حماد والخزاعي شيخ البخاري قال: من شبه اللَّه بخلقه كفر ومن جحد ما وصف اللَّه به نفسه فقد كفر، وليس فيما وصف اللَّه به نفسه ولا رسوله تشبيه فمن أثبت للَّه تعالى ما وردت به الآيات الصريحة والأخبار الصحيحة على الوجه الذي يليق بجلال اللَّه ونفى عن اللَّه تعالى النقائص فقد سلك سبيل الهدى.