مجلة التوحيد
بقلم المرحوم / محمد عبد الكريم
محرم بك الإسكندرية
ميدان رحيب فسيح يجول فيه المؤمن ويصول .. كاتبًا كان أم قارئًا .. وروضة غناء يتفيأ ظلالها كل مخلص لله ولرسوله ولدينه .. ويتنسم عبير أزاهيرها الفواح كل محب للحق .. وموسوعة علمية نفيسة .. دسمة بما حوت غنية بما قدمت، وحصيلة ثقافية وتراث إسلامي دقيق قل أن يوجد له نظير .. غيرها من المجلات كثير وكثير .. ومن هذا الكثير ما لا يسمن ولا يغني من جوع .. حولها يلتف جمعنا .. وإليها تهفوا قلوبنا وتتطالع عيوننا، ومن خلالها نتبادل آراءنا ونتناقل أفكارنا .. فهي لسان صدق في هذا العصر .. تقول الحق ولا تكتمه ولا تخشى فيه لومة لائم، وهي آصرة من أشد الأواصر التي تربط بين قلوبنا كمسلمين موحدين، ويخشى صولة الحق فيها المارقون الزائفون .. فهم يرهبونها ويعملون لكلمتها ألف حساب .. مدرسة هي نسج وحدها .. ومرجع صادق له في الإسلام وزنه واعتباره .. تلتمع بوارق الإيمان على صفحاتها، ويشع الإخلاص والطهر والحق من ثانيا كلماتها، فيها صلابة اليقين .. فهي لا تمالي ولا تداهن ولا تنافق .. وهي إن لانت وانقادت فإنما تلين وتنقاد فقط للحق وإلى الحق .. هي نبراس مضيء وسراج وهاج مضيء يمحو بضيائه الساطع ظلمات الإلحاد والمروق والزيغ والانحراف عن المسلك القويم .. هي بمثابة جيش قوي العدة والعتاد .. ترتد أمامه فلول الأعداء من خصوم الإسلام مدحورة مقهورة .. على صفحاتها وتتلاقى فتتعارف ونتحاب، ونطوف في سباحة فكرية طوافًا ممتعًا رغم أن المدة بين اللقاء واللقاء الآخر تطول وتمتد حتى تصل إلى شهر ثلاثين يومًا ونحن بقدر ما تعتمل نفوسنا حيالها من مشاعر نود أن يقصر الأمد بين اللقاءات حتى يكون لنا في الشهر الواحد أكثر من لقاء.
مرحبًا بلقياها .. وأهلاً بظهورها .. ويا هنيئًا للمسلمين بها .. ويا بارك الله فيها .. وفي الساهرين عليها والعاملين على رفعتها وانتشارها حتى صارت ملء الأسماع والأبصار. والحمد لله رب العالمين.