أنصار السنة... دعوة وسطية وجمعية خيرية تقوم على أصول علمية
إعداد اللجنة العلمية بالجمعية
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه وبعد:
فإنه من آن لآخر يطل علينا في ديارنا المحروسة بإذن ربها من لا يعرف تاريخها وتاريخ أبنائها ممن نشأوا وتربوا وكبروا ولا يزالون يرضعون من ألبانها بل لا أبالغ إن قلت أنهم لا يزالون يعيشون في أرحامها هذا من جهة ومن جهة أخرى تعيش بلادهم في قلوبهم متمكنة متربعة، إنها صورة لا يمكن أن يتصورها إلا من عاشها وترك لمشاعره أن تعبر عنها فليست الحسابات والضوابط العلمية جديرة بالتعبير عنها فهى صورة خارجة عن قواعد المادة وليست الصور الأدبية جديرة برسمها فهى صورة حقيقية بعيدة عن الخيال وعليه فلا يوفيها حقها في التصور الحقيقي لها إلا من عاينها رضع منها فعاش فيها وعاشت فيه فعن هؤلاء المتدينين أتكلم ولأؤلئك الناقدين لهم المستغربين الطالين عليهم أعتب أو أعذر ومن هؤلاء المحبين على سبيل المثال لا الحصر جمعيتنا المباركة التي مزجت حب بلادها بشغاف قلبها وجعلت من حبها لبلادها وخدمتها لأهلها سبيلا من سبل الوصول إلى جنة ربها وتحملت في سبيل ما إعتقدته من هذا الحب وهذه العبادة تحملت الكثير من نقد الناقدين وهجوم غير العالمين وعلى أية حال فدائما يقول علماؤنا: طالما في سبيل الله ومصلحة البلاد والعباد فلسنا نبخل بأوقاتنا ولا بأعراضنا وأموالنا .
وما سنكتبه هو إشارة عابرة فلسنا بموفين لكل بنود ما نكتب ولكنه لبنة لكتاب واسع تخرجه الجمعية قسمة بين علمائها ودعاتها جميعا إن شاء الله يزيل الجهالة عن غير العارفين بأنصار السنة ممن لم يعاصروا ولم يعوضوا عدم المعاصرة بالقراءة عن تاريخ هذه الجمعية ونشأتها وإلتزامها بقوانين بلادها المنظمة لعملها ومواقفها من الأحداث الجارية في بلادها ومن علاقاتها بمؤسسات الدولة الرسمية والأهلية المسموح لها بخدمة البلاد والعباد ومن سنين من العطاء بل ومن منهجها المبني على الكتاب والسنة والذي تتعبد به إلى ربها وعذري في هذا الإختصار هو ما تفضلت علينا به مجلة التوحيد من مساحة في هذا العدد أختصر الكلام على قدره اختصارا
ويجبر ضعفنا ويسد خللنا كذلك ما سيكتب عن ذلك تفصيلا من هذا السفر العظيم المنتظر وكذلك ما تفضل به إخواننا ممن سبق بالكتابة نصرة للجمعية وبيانا لمنهجها وهو كثير والحمد لله كدراسات علمية خرجت عن الجمعية من جامعات مصرية وسعودية وبعضه مطبوع ككتاب (أنصار السنة سنوات من العطاء) وكتاب (دور أنصار السنة في محاربة الغلو) ويسبق ذلك ويتلوه رسائل وأبحاث ومقالات وبيانات آخرها ما كان بحثا من فضيلة الرئيس العام نشر في مجلة التوحيد تحت هذا العنوان كذلك: (دور أنصار السنة في محاربة الغلو) فجزى الله خيرا كل من كتب ويكتب نصرة لهذه الدعوة الوسطية الخدمية العاملة على أسس علمية ومناهج مرضية
الجمعية وتاريخ نشأتها:
جمعية أنصار السنة المحمدية هي جمعية إسلامية دعوية قامت في مصر عام 1345هـ/ 1926م أسست على قوانين الجمعيات المنظمة لعمل الجمعيات الأهلية والعمل الخيري والدعوي للدعوة إلى الإسلام على أساس من التوحيد الخالص والسنة الصحيحة لتطهير الاعتقاد ونبذ البدع والخرافات كشرط لسعادة الدارين الدنيا والآخرة وكان ذلك على يد الشيخ محمد حامد الفقي وبمشاركة مجموعة من إخوانه و أسس الشيخ حامد الفقي مجلة الهدي النبوي لتكون لسان حال الجماعة والمعبرة عن دعوتها والناطقة بمبادئها، وتولى هو رئاسة تحريرها. ومع تطور أعمال الجمعية الدعوية وإيمانا منها بقيمة العلم أنشأ الشيخ الفقي مطبعة السنة المحمدية لنشر الكتب العلمية والقيم والأخلاق الشرعية السنية وذلك لتنقية المجتمع من المعتقدات الهدامة والأخلاق الرزيلة .
وتواكب على رئاسة الجماعة بعد وفاة مؤسسها مجموعة من العلماء البارزين على مستوى العالم الاسلامي عموما وبلادنا وأزهرنا الشريف خصوصا (ويرجع في معرفة تفصيل ذلك إلى ما طبع وسيطبع من الكتب التي أولت هذه الأمور العناية)
بيان علاقة الجمعية بالجهات الإدارية:
وجمعية أنصار السنة هى جمعية دعوية خدمية من جمعيات تنمية المجتمع التابعة لوزارة الشئون الاجتماعية والتي ينظم قانونها قانون عمل الجمعيات وتخضع بصفة مباشرة رسمية لهذه الجهة كجهة إدارية كما تخضع لجهات أخرى مسئولة معنية كالجهاز المركزي للمحاسبات ونيابة الأموال العامة كأكبر جهة تراقب الأموال العامة في بلادنا وفي ظل هذه القوانين المنظمة تخضع جمعيتنا للتفتيش الدوري المعتاد من الجهة الإدارية والذي يتميز بالدقة والموضوعية والعمل الجماعي من فريق متقن ونحسبه مخلص من اللجان المشكلة والمنتقاة والمكلفة من وزارة التضامن للقيام بهذه المهمة الهامة التي تتعلق بشأن البلاد في جزء من أهم الأجزاء المؤثرة وهوالعمل المجتمعي إذ الأعمال المجتمعية من الأهمية بمكان لذا توليها الدولة عناية خاصة من التوجيه والارشاد والتفتيش والمتابعة وذلك لما لها من الأثر الشديد على تشكيل البنية المجتمعية من الناحية المادية والأدبية من أجل هذا كله فإن بلادنا أولت هذه الجمعيات عناية خاصة توجيها وارشادا
ولمن لا يعرف قوانين بلادنا فإن قانون الجمعيات عموما يوجب على الجمعيات أن تخضع لتفتيشات دورية سنوية وربع سنوية وشهرية من الجهات المعنية على الجانب المالي والإداري للجمعية فضلا عن تفتيش ومراجعة دورية مستمرة لكل مجالس إداراتها ولجانها على مدار العام فضلا عن المتابعة والرقابة الجادة من الجهات المعنية على سلوكها اليومي وتصرفاتها المتعلقة بالغير هذه هى قوانين بلادي لمن يتكلم بما لايعرف فيتهم بعمد أو بغير عمد يتهم المخلصين من المراقبين المتابعين كما يتهم المحتسبين قياما على الجمعيات من خدام بلادنا الحبيبة وعذره أنه ربما لا يعرف دقة هذه القوانين .
وفي ظل هذه القوانين تحصل جمعيتنا على أعلى درجات التقييم من هذه الجهات الإدارية المعنية الصادقة وتقاريرهم رسمية مدونة لديهم ولدى رعاياهم من القائمين على العمل وكثير منه نشرته الصحف الرسمية شهادة حق وإشادة بدور جمعيتنا وأمثالها في خدمة البلاد والمساهمة في استقرارها ديانة وإن شاء الله يرى المتابعون لكتاب التعريف بالجمعية المنتظر في ذلك ما تشبع منه نفوسهم وتقر به أعينهم من نماذج منشورة وموثقة مما هو مدون رسمي محفوظ وبعضه مطبوع .
علاقة الجمعية بمؤسسات الدولة المختلفة:
وليس أدل على جزئية الجمعية وانصهارها وحبها لبلادها من تدينها واعتقادها أنها جزء لا يتجزء من مؤسسات بلادنا حتى ولو كانت جمعيتنا مؤسسة أهلية فمردها في النهاية إلى قلب كبير وحاوية عظمى تجتمع فيها المؤسسات الرسمية مع الأهلية المقننة في خدمة البلاد والعباد كل له دوره مما تسمح به الدولة وترسمه لكل العاملين على أرضها للوصول إلى منظومة شاملة ولوحة عامة متكاملة فيا له من قلب كبير اتسع للجميع حبا .
ومن هذه العلاقة ما كان من علاقتها بالأزهر الشريف وبوزارة الأوقاف وبالوزارات المشرفة عليها بشكل مباشر كالتضامن وبوزارة التربية والتعليم وبوزارة الصحة ووزارة الببيئة والزراعة وكل ذلك أمثلة لا حصرا ويأتي تفصيله إن شاء الله في كتابنا المنتظر طباعته .
وجمعيتنا جمعية دعوية تدعو إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة:
وجمعيتنا مع كونها من الجمعيات الأهلية فهى جمعية دعوية تدعو إلى الله كما أمر الله وكما رسم لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم كما جاء في القرآن والسنة تدعو إلى توحيد الله الخالص الذي هو أساس استقرار المجتمعات وإسعادهم ونبذ الخرافات والشركيات والجهل الذي هو أساس فساد المجتمعات وإرهابهم وطريق ذلك مرسوم فهو كما قال الله تعالى: ﴿ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ﴾[النحل:125].
والآية الكريمة كما هو ظاهر احتوت على جميل وكثير من المحاسن والقضايا، واشتملت على جملةٍ من المواعظ والوصايا، ما لو بُثَّ في أسفار عديدة لما أسفرت عن جمال معانيها، ولا وفت بحق مبانيها لكننا نرجوا من الله في كتابنا المنتظر البشارة وأن يشتمل بعضا مما فيها ببسط للعبارة .
هذا وقد حرصت جمعيتنا ودعوتنا على بيان ما بينته ملتنا وشريعتنا من معالم الدعوة إلى الله وأن غايتها من ذلك أن يحيا الناسُ حياة طيبة في الدارين، سعادة في العاجل، وعطاء غير مجذوذ في الآجل.
وليس منهجنا ببدع من القول فما قام دينٌ من الأديان، ولا انتشر مذهبٌ من المذاهب، ولا نجحت مدرسة من مدارس الدعوة إلا بالدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الجسنة، وهكذا اختار علماؤنا نفس الصراط السوي .
ومَن تتبَّع نصوص القرآن السنَّة ووصاياه صلى اله عليه وسلم للصحابة وقادة الجيوش بل ولقادة الأمة في الغزوات وغيرها، علِم أن الإسلامَ جاء بالحكمة والموعظة الحسنة - على وجهٍ لم يُسبَقْ بمثلِه - تقريرًا وتأكيدًا للرحمة والصلاح والاصلاح ونبذا للعنف والفساد والافساد قال تعالى: (إنه لايحب المفسدين) وقال تعالى: (إن الله لا يصلح عمل المفسدين)
وهذه القاعد العظيمة وشِبهُها، وإن توجَّه فيها الخطابُ إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لفظًا، فهو لجميع الأمة، إذ القاعدة الشرعية أن الخِطابَ إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هوَ لأمَّته، إلا إذا دلَّ دليل على التخصيص؛ وقد قال الله - عز وجل -: ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا﴾[الأحزاب:21].
فيا أيها الحبيب المتابع هذه بعض من معالم دعوتنا الوسطية الموسومة بجمعية أنصار السنة المحمدية وكله من الكتاب والسنة ويرجع إلى تفصيل ما سبق وإفراده إلى جملة من المراجع أحيل قارئي عليها تفضلا غير مأمور (ينظر في ذلك: "مجموع الفتاوى" (15/ 446، 14/ 273 - 275)، و"زاد المعاد" (3/ 307)) وكتابي (الاسلام في مواجهة الخصوم، وفاعلية الأمة الاسلامية) للكتور سيد عبدالحليم، وأساسيات التدريب الدعوي للدكتور سيد الهميلي وغيرها ))
فجمعيتنا تقوم دعوتها على ما بينته الآيات من قواعد الدعوة ومبادئها ووسائلها وطرائقها إذ تدخل إلى القلوب برفق وتراعي مشاعر الخلق بحق تتألف الشاردين وتتودد إلى النافرين بعيدا عن التأنيب والزجر والتوبيخ والهجر فهى على مسافة واحدة من الجميع كما أمرها الله بغير افراط ولا تفريط .
وجمعيتنا حريصة في كل محفل على وصية الدعاة من أبنائها بما أوصاهم الله به من دعوة الناسَ بالحكمة والموعظة الحسنة؛ فيتلمسَ الكلماتِ المرققة للقلوب، المنورة للصدور،وتوصيه أن يتحلَّى بالتيسير والوسطية، والأساليب الرحيمة اللينة المرضية، وذلك في دعوته الناس للكتاب والسنة، كما كان ذلك شأنَ جميع المرسلين وأتباعهم والسابقين من هذه الأمة
قال تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم: (فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك)
وقال تعالى لموسى وهارون عليهما السلام: ﴿اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى * فَقُولَا لَهُ قَوْلاً لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى﴾ [طه: 43، 44] وذلك كما هو واضح في دعوة فرعون
وجمعيتنا تعتقد وتتواصى دائما باختيار أرق التعبيرات، وألطف العبارات، في مخاطبة الناس؛ يقول -سبحانه وتعالى-: ﴿وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا﴾ [البقرة: 83]؛ إذ هو الاسلام في أسلوبه بمحاسنه ومحامده فلم يكن رسول الله معنتا ولا متعنتا
وجمعيتنا توصي الناس دائما بالبعد عن الغِلظة، ناهيك عن سِبابِ الناس وإيذائهم وازدرائهم وغير ذلك، من الممارساتِ الناجمة أساسًا عن عدم الحكمة، والاعجاب بالنفس والرغبة في إقصاء الآخرين، وترى جمعيتنا أن هؤلاء لا ينبغي لهم أن يتصدَّروا لمثلِ هذا المقامِ الرفيع؛ لأنه لا يمكِنُهم أن يحقِّقوا منه أي نتائج إيجابية، إذ فاقدُ الشيء لا يعطيه.
فنعتقد في دعوتنا أن الدعوة إلى الله ينبغي على من يتعرض لها أن يكون مؤهلا يجمع بين العلم والحلم ومتغيرات الأمور وهدى النبي صلى الله عليه وسلم ومن تبعه بإحسان من الصحابة والتابعين وأسلافنا الطيبين رضى الله عنهم أجمعين
موقف الجمعية من الأحداث الجارية:
ولجمعيتنا فيما يحدث ويجري في بلادنا من أحداث أو ملمات أو شأن عام أو متغيرات مما يتعلق بعبودية الخلق لربهم و بعيدا عن المشاركات السياسية والممارسات الحزبية لجمعيتنا فيما سبق بيانه مواقف وبيانات توضح منهجها المبني على التعبد لرب الأرض والسماوات وليس هذا المنهج ببدع من الفعل في دعوتها فهو طريق مرسوم منذ أن أسسها شيخها الإمام إلى علمائها وأئمتها من المعاصرين الأعلام رزقنا الله وإياكم وإياهم الفقه والقبول أجمعين وهذه المشاركات الكثير منها مطبوع في كتب ورسائل وصحف وجرائد وحلقات وقنوات لا يخفى على الباحثين بأقل جهد أن يصلوا إليه وأن يقفوا ويطلعوا عليه .
دور الجمعية في الأعمال الخيرية:
وجمعيتنا مهما كان من تركيزها في دورها الدعوي الأساسي إلا أنها لم تغفل يوما ما ما تعهدت به أمام الله ثم الدولة من دورها الخدمي فللوسائل أحكام المقاصد وهل يغفل عاقل أجر من أحسن إلى الناس وكان في خدمتهم والتي جمع رسولنا بينها وبين توحيد الله في أكثر من موضع بل وفي حديث واحد ففي الصحيحين عن أبي ذر جندب بن جنادة رضى الله عنه قال: قلت: يا رسول الله، أي الأعمال أفضل؟ قال: ((الإيمان بالله، والجهاد في سبيله))، قال: قلت: أي الرقاب أفضل؟ قال: ((أنفَسُها عند أهلها، وأعلاها ثمنًا))، قال: قلت: فإن لم أفعل؟ قال: ((تُعين صانعًا، أو تصنع لأخرق))، قال: قلت: يا رسول الله، أرأيت إن ضعُفت عن بعض العمل؟ قال: ((تكُفُّ شرك عن الناس؛ فإنها صدقةٌ منك على نفسك)) وقد لاقى قدرا أن الحديث مشروح في باب السنة في نفس هذا العدد فليراجع فضلالا أمرا.
ثم هل يتصور فاهم أن تنجح دعوة داع إلى الله دون أن يشعر بحاجات الناس ويشاركهم آلامهم، هذه يا سادة هى أنصار السنة الجمعية المرخصة المقننة التي تخدم في ظل قانون وطريق أذنت به الدولة ورسمته ولعل كتاب (أنصار السنة سنوات من العطاء) لبعض الباحثين المنصفين قد أوفى بهذه الجزئية ولعلنا نفرد لها المزيد في كتاب التعريف المنتظر يبين فيها دورها الإجتماعي والثقافي والطبي والتعليمي والإصلاحي والمعماري والزراعي والإعلامي والخدمي عموما مما هو واجب عليها وعلى أبنائها تجاه بلادهم التي تحيا في قلوبهم ويحييون هم في رحمهما
الأصول العلمية لجمعية أنصار السنة المحمدية
فلا ندعي تفرد بأصول مخترعة إذ نحن مسلمون أصولنا هى أصول ديننا الحنيف السمح ومنهجنا هو سنة نبينا صاحب خير الهدي وفهمنا هو فهم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم خير قرن ثم من تبعهم بإحسان ممن تليهم من القرون وهذا على سبيل الإجمال أما عن التفصيل فسيأتي فيه في كتاب التعريف المرتقب كلام زاخر وشرح وافر يشارك فيه علماؤنا الأكابر ويفصل بداخله من أكابرنا الأفاضل
خاتمة ومناشدة:
هذا وإن كان المستهدف الأول من هذا العرض هم أؤلئك الأفاضل الذين تأخرت عنايتهم بالشأن العام فلم يعرفوا تاريخ هذه الجمعيات التي فنيت أعمار مشايخها في خدمة بلادهم ديانة والحرص على استقرارها فطرة فضلا عن كونه دين أيضا إن كان هؤلاء الأفاضل هم المستهدفون إلا انهم ربما لا تصل إليهم مجلتنا ولا اقلامنا لذا كانت مناشدتي لأخواني أن يقوموا بواجبهم تجاه جمعيتهم في إيصال الحق للناس بنشره وسريانه وتفصيله وبيانه
والحمد لله رب العالمين