ترجمة فضيلة الشيخ الوالد زكريا حسيني محمد – رحمه الله-
هو الشيخ زكريا حسيني محمد السيد منصور.
ولد في قرية العباسة (مركز أبي حماد، محافظة الشرقية) في 15/12/1946م الموافق21/1/1366هـ.
حياته التعليمية:
ألحقه والده بالكُتَّاب في بلدته، فتعلم فيه الحروف كتابة على اللوح، وحفظ بعض القرآن، ثم انتقل إلى كُتَّاب الشيخ عبد الحليم علي؛ فأتم عنده حفظ ثلاثة عشر جزءًا، ثم انقطع عن الحفظ مدة من الزمن.
ثم ألحقه والده بكُتَّاب الشيخ أحمد خليل في مدينة بلبيس؛ فألحقه الشيخ بجمعية المحافظة على القرآن الكريم في بلبيس -وهي مدرسة أهلية يُدرَّس بها القرآن الكريم، ومنهج المرحلة الإبتدائية- ولم يلبث بها فترة من الزمن إلا وقد أتم فيها حفظ القرآن الكريم، وسبب رجوعه إلى حفظ القرآن بعد هذا الا نقطاع هو حرص والده على تعليمه القرآن الكريم حيث كان كثيرًا مايقول له "وهبتك للقرآن"
ومع حفظه القرآن في الجمعية؛ درس منهج المرحلة الإبتدائية في الجمعية نفسها، وتخرج فيها عام 1961م الموافق عام 1381هـ وكان ترتيبه الثاني.
ثم التحق بعد ذلك بمعهد بلبيس الإعدادي الأزهري، حيث حصل على الشهادة الإعدادية عام 1966م الموافق 1386هـ.
ثم التحق بمعهد الزقازيق الثانوي الأزهري وحصل على الشهادة الثانوية عام 1969م الموافق 1389هـ.
ثم التحق بكلية التربية بجامعة الأزهر شعبة الدراسات الإسلامية، وتخرج فيها عام 1974م الموافق 1394هـ
حياته الوظيفية:
*عين بعد تخرجه بشهر واحد مدرسًا بالمعاهد الأزهرية وتحديدا في معهد بورسعيد الإعدادي الثانوي وظل فيه عامًا كاملا؛ ثم انتقل إلى معهد بلبيس الإعدادي الثانوي، وظل به حتى عام 1398هـ الموافق1978م.
*وفي عام 1398هـ تعاقد مع الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة؛ للتدريس في المعهد المتوسط، وشعبة اللغة العربية لغير الناطقين بها في مجال تدريس اللغة العربية والإشراف والتوجيه على تدريس العلوم الشرعية، والمشاركة في لجنة وضع المناهج ولجنة تصنيف الطلاب الجدد من عام1978م-1994م، وقد تخرج على يديه العديد من الطلبة الأعاجم من مختلف البلدان الإسلامية، حيث عادوا إلى بلادهم دعاة إلى الله يعلمون الناس القرآن الكريم والعلوم الشرعية واللغة العربية.
وخلال مكثه في المدينة في تلك الفترة شارك في توعية الحجاج بمكة المكرمة والمدينة المنورة من خلال هيئة التوعية في موسم الحج لعامي 1399هـ - 1404هـ.
*انتقل بعد ذلك لجمعية تحفيظ القرآن الكريم بالمدينة المنورة؛ حيث عمل في الإشراف والتوجيه على حلقات ومدارس تحفيظ القرآن الكريم، والإشراف على الدورات التدريبية والتربوية للمحفظين بالجمعية من1994م-2001م، وقد كانت له جهود ملموسة في الجمعية؛ حيث أحدث طفرة فريدة في مستوى التحفيظ بالجمعية، وقاد الجمعية للصدارة بين مثيلاتها على مستوى المملكة العربية السعودية، حيث تميزت بكثرة الخريجين من الحفاظ الذين تألقوا في المسابقات المحلية والدولية، بل وصار منهم إمامٌ للحرم المدني ثم المكي وهو الشيخ عبد الله بن عواد الجهني، وخلال تلك الفترة كانت له زيارة لجمعية تحفيظ القرآن الكريم في عنيزة والتي كان يشرف عليها الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله، ومكث في ضيافة الشيخ يومين كاملين في منزله.
حياته الدعوية:
*عمل في مجال الدعوة إلى الله من خلال مساجد جماعة أنصار السنة المحمدية بمصر من عام 2001م حتى عام 2012م.
*تولى رئاسة جماعة أنصار السنة المحمدية – فرع بلبيس- بعد وفاة سماحة الشيخ محمد صفوت نور الدين عام 2002م، ولُمِست جهوده في هذا الفرع في مجال تحفيظ القرآن الكريم للرجال والنساء،حيث تخرج عدد من الحافظين والحافظات من مدارس تحفيظ القرآن الكريم التي أنشأها الشيخ وأشرف عليها طيلة حياته، وصار منهم أئمة للمساجد ومحفظون للقرآن الكريم، وكذلك جهوده في تخريج الدعاة من خلال معهد إعداد الدعاة؛ بحيث صار فرع بلبيس يرسل خطباء من الفرع إلى فروع أخرى داخل محافظة الشرقية وخارجها.
*تولى إدارة شئون القرآن الكريم بجماعة أنصار السنة المحمدية على مستوى الجمهورية، ثم تولى إدارة معاهد إعداد الدعاة بالجمعية أيضا على مستوى الجمهورية، ثم تولى إدارة الدعوة والإعلام بالجمعية أيضا على مستوى الجمهورية.
*عمل باللجنة العلمية لمجلة التوحيد حتى صار رئيسا لها، وقد كان يراجع المجلة كاملة كل شهر مراجعة لغوية وعلمية؛ يقضي في ذلك ساعات طوال ويسهر من أجل ذلك ليالي متتابعة لكي تخرج المجلة في أفضل مستوى يستفيد منه القراء.
*كان عضوًا بلجنة الفتوى بجماعة أنصار السنة المحمدية.
*درَّس المواد الشرعية والدعوية واللغة العربية بمعاهد إعداد الدعاة بمصر من عام 2001م حتى عام 2012م.
*خصص جزءًا من وقته لإقراء القرآن الكريم بقراءاته في منزله محتسبا ذلك عند الله عزوجل، وقد ختم عليه عدد من الطلبة القرآن الكريم كاملا برواية حفص عن عاصم، وكذلك بالقراءات العشر، وكان هناك العديد من الطلبة يقرؤون عليه في آخر حياته ولم يكملوا، إضافة إلى مجلس لدراسة كتاب المغني في الفقه كان يحضره العديد من طلبة العلم والدعاة في منزله.
*شارك في مؤتمر حوار الأديان الذي أقامته رابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة عام2008م وتحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز.
*شارك في المؤتمر الرابع لأنصار السنة المحمدية بدولة السودان وذلك في شهر يناير من عام 2012م بدعوة من الجماعة هناك.
*تولى رئاسة مجلس علماء ودعاة الشرقية والذي أُنشئ عام 2011م.
*شارك في أنشطة دعوية ودورات علمية في دولتي الكويت والإمارات العربية المتحدة، وقد كان آخر نشاطه الدعوي في حياته بدولة الكويت في ضيافة وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية بالكويت، حيث ألقى دورة علمية شرح فيها كتاب لمعة الاعتقاد لموفق الدين ابن قدامة لمدة خمسة أيام بعد صلاة العصر، كما ألقى عددًامن المحاضرات الدعوية في عددمن المساجد وفيمخيم جمعية إحياء التراث بالكويت ثم كانت خطبة الجمعة الأخيرة التي ألقاها فيمسجد المزيني بمنطقة الشعب بمحافظة حولي بدولة الكويت، وكانت بعنوان "الأمانة".
أولاده:
لهمن الولد تسعة؛ ثمانية أبناء وابنة واحدة، سبعةمنهم يحفظون القرآن كاملاً، وأربعةمنهم أئمة وخطباء، وقد كان له أثر واضح في حفظهم للقرآن الكريم، وتعلمهم لعلوم الشريعة وغيرها.
صفاته وأخلاقه:
امتاز رحمه الله بحسن الخلق، ولين الجانب، والتواضع، والحلم، والأناة، والعفو والصفح عمن أساء إليه، وكان حكيما في أقواله وأفعاله، شديد البر بوالديه رحمهما الله،متلطفاًمعمخالفيه في المنهج، وقد وضع الله له القبول في قلوب العباد فما رآه أحد إلا أحبه وشعر بقربمنزلتهمنه، يفيض بحنان وعطف الأبوة على كلمن حوله، ويحب الخير لكل أحد، ويقدم النصيحة لمن حوله، كان يرفض الظهور في وسائل الإعلام على الرغممن كثرة إلحاح الناس عليه وطلبهم له، لكنه كان يفضل أن يجعل وقته كله لمعاهد إعداد الدعاة، وللدروس المنهجية التي تخرج طلبة علم ودعاة يقومون بواجبهم تجاه أمتهم وينهضون بالدعوة إلى الله ويكملونمسيرة العلماء الذين كان لهم دور بارز في نشر المنهج السلفي وعقيدة أهل السنة والجماعة، وقد كان لايدخر جهداً في سبيل نشر العقيدة الصحيحة والدين الصحيح، وكان يحرص على تلبية الدعوة للدروس والمحاضرات والخطب فيمختلف المحافظاتمن شمالمصر إلى جنوبها، ولا يتخلف إلا لضرورة، ويتكبدمشقة السفر على الرغممنمرضهمحتسبًا تلك الخطوات عند ربه.
شيوخه:
تتلمذ في مراحله الأولى على:
1- الشيخ محمد مصطفى عساف. تعلم عليه الحروف كتابة على اللوح، مع حفظ بعض الأجزاء من القرآن الكريم.
2- الشيخ عبد الحليم علي. أتم عليه حفظ ثلاثة عشر جزءًامن القرآن الكريم.
3- الشيخ منصور حسن شتات.
4- الشيخ محمد الأنجباوي.من شيوخه في القرآن الكريم في المراحل الأولى.
5- الشيخ سليمان البس. وهو الذي أتم عليه حفظ القرآن الكريم كاملا برواية حفص عن عاصممن طريق الشاطبية.
6- الشيخ عطوة أبوغيدة، مدير جمعية المحافظة على القرآن الكريم، وقد درس عليه اللغة العربية والحسابمن أجل التأهل للالتحاق بالأزهر.
ثم تتلمذ خلال دراسته الأكاديمية بجامعة الأزهر على كوكبةمن العلماء والأساتذة، ومن أشهرهم:
7- الشيخ الدكتور/ عبد الحليم محمود. شيخ الأزهر الأسبق.
8- الشيخ الدكتور/ محمد الطيب النجار.
9- الشيخ الدكتور/ محمد الأحمدي أبو النور، وقد قرأ عليه كتاب جامع العلوم والحكم بتحقيق الشيخ أبو النور.
10- الشيخ الدكتور/ عبد الفتاح الشيخ.
11- الشيخ الدكتور/ محمود بن الشريف، وقد درس عليه كتاب : الأديان في القرآن،من تأليف الشيخ الشريف.
12- الشيخ الدكتور/ عبد الوهاب فايد، وقد تلقى عنه الفقه الحنفي.
13- الشيخ/ محمد الغزالي.
14- الشيخ/ جاد محمد رمضان.
15- الشيخ / سيد أحمد صقر، تلقى عنه علممصطلح الحديث الشريف.
ثم في فترة مكثه في المدينة المنورة تتلمذ على مشايخ القرآن والقراءات بالمدينة وكان من أبرزهم:
16- الشيخ عبد الفتاح السيد عجمي المرصفي "صاحب كتاب هداية القاري إلى تجويد كلام الباري، وعضو لجنة مراجعة المصحف بمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، والمدرس بالجامعة الإسلامية " حيث بدأ القراءة عليه عام 1407هـ برواية حفص عن عاصممن طريق الشاطبية، وما أن وصل إلى سورة الصافات حتى وافت الشيخ المرصفيمنيته وفارق الدنيا ليلقى ربه رحمه الله رحمة واسعة.
17- الشيخ عبد الحكيم عبد السلام خاطر"عضو لجنة مراجعة المصحف بمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف" حيث قرأ عليه ختمة كاملة برواية حفص عن عاصم بمضمن روضة المعدل وأجازه الشيخ بها.
18- الشيخ أحمد إسماعيل محمد عبد الكريم مكتي السنديوني "مراجع فني بمجمع الملك فهد، ومقرئ بجماعة تحفيظ القرآن الكريم بالمدينة المنورة " حيث قرأ عليه القرآن الكريم بالقراءات العشر الصغرى من طريق الشاطبية والدرة حتى نهاية سورة "طه" وأجازه الشيخ بها، ثم شرع في قراءة القرآن الكريم بالقراءات العشر الكبرى من طريق طيبة النشر حتى وصل إلى قوله تعالى (يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة) الآية 27من سورة إبراهيم عليه السلام ثم توقف بعد ذلك لعودته إلى مصر لكن الشيخ أحمد ما لبث أن أجازه فيها لِما رأى من إتقانه وحرصه واجتهاده.
كما أنه تتلمذ على بعض علماء المدينة في الحرم النبوي ومن هؤلاء:
19- الشيخ عبد المحسن العباد "حفظه الله" رئيس الجامعة الإسلامية الأسبق.
20- الشيخ صالح العبود "حفظه الله" رئيس الجامعة الإسلامية السابق.
كما كان يحضر دروس بعض المشايخ في الحرم أيضامثل : الشيخ عمر فلاتة "رحمه الله " والشيخ عطية سالم "رحمه الله" والشيخ أبوبكر الجزائري "حفظه الله" وكذلك دروس الشيخ محمد بن صالح العثيمين "رحمه الله" التي كان يلقيها بالمدينة على فترات.
تلاميذه:
تتلمذ على يديه الكثير من الشباب والدعاة داخلمصر وخارجها، حيث تلقوا عنه العلوم الشرعية، واللغة العربية، والقراءات. ومن هؤلاء من داخل مصر:
1- الأخ أحمد السيد عبد القادر. حيث قرأ عليه القرآن الكريم كاملاً بالقراءات العشر الكبرى من طريق طيبة النشر، وحصل على إجازة بها وذلك في عام 2011م.
2- الأخ عماد حسن دسوقي. حيث قرأ عليه القرآن الكريم كاملاً برواية حفص عن عاصم، كما قرأه عليه بالقراءات العشر الكبرى من طريق طيبة النشر حتى سورة الأنعام ولم يكمل.
3- الأخ أيمن عبد المنعم. حيث قرأ عليه القرآن الكريم كاملاً برواية حفص عن عاصم.
4- الأخ راجي أحمد نور الدين. حيث قرأ عليه القرآن الكريم كاملاً برواية حفص عن عاصم.
5- الأخ أحمد دسوقي محمد السيد منصور.وهو ابن عم الشيخ حيث قرأ عليه القرآن الكريم كاملاً برواية حفص عن عاصم.
6- الأخ السيد إبراهيم. حيث قرأ عليه القرآن الكريم كاملاً برواية حفص عن عاصم.
7- الأخ محمد صلاح. حيث قرأ عليه القرآن الكريم كاملاً برواية حفص عن عاصم.
8- الأخ محمد علي. حيث قرأ عليه القرآن الكريم كاملاً برواية حفص عن عاصم.
وغيرهم من الذين لم يكملوا القرآن الكريم.
وأما في المدينة المنورة على صاحبها أفضل الصلاة والسلام فكان من تلاميذه:
9- سالم علوي معلا الجميدي. وقد قرأ عليه منظومة ملحة الإعراب مع شرحها.
10- عبد الله الأسباني. قرأ عليه كتاب : دروس من اللغة العربية.
11- عبد العزيز التركي.
12- عبد الله بن عمر الأمريكي (د.براون)، استشاري طب العيون بمركز المغربي للعيون بالمدينة المنورة.
13- أيمن خلف عبد اللطيف.
14- صابر محمد أحمد. وقد قرءا عليه شرح أصول الشاطبية.
إضافة إلى أبنائه الذين قرؤا عليه بعضا من القرآن بالقراءات العشر، وكذلك بعض كتب اللغة العربية، والفقه.
مؤلفاته:
1- كتاب الفقه في العبادات، ألفه لطلاب المستوى الثالث في شعبة اللغة العربية بالجامعة الإسلامية.
2- كتاب مختارات من التفسير، للمستوى الرابع بالشعبة أيضا، بالاشتراك مع الأستاذ عبد الرحمن بن محمد المختار، المدرس بالشعبة آنذاك.
3- تولى إعداد مقال (باب السنة) بمجلة التوحيد وذلك بعد وفاة سماحة الشيخ محمد صفوت نور الدين من عام 2002م حتى عام2012م.
وفاته:
في يوم الأحد الثالث عشر من شهر رجب المحرم عام 1433من هجرة الحبيب صلى الله عليه وسلم، الموافق للثالثمن شهر يونيو عام 2012م وفي العاشرة والنصف صباحا فاضت روحه إلى باريها، بعد صراع مع المرض والذي على إثره أجرى عملية جراحية في المركز الطبي العالمي.
نسأل الله أن يتغمده برحمته، وأن يتجاوز عنه، وأن يسكنه الفردوس الأعلى، وأن يجعلماقدمه فيميزان حسناته، وأن يعوض الأمة خيراً في فقده.
أعده أبناء الشيخ
اضغط (هنا) لتحميل بعض مقالات فضيلة الشيخ بمجلة التوحيد